الزمن الذي تتم فيه عناصر النموّ للإنسان حتى يستقيم وجوده ، (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) بفعل ما أعطيناه من الخصائص التي تميّز البعض عن الآخر في الطول والقصر ، والبياض والسواد ، والذكورة والأنوثة ، ونحو ذلك ، مما يدل على عظمة الله في قدرته على تنويع الخلق من موقع الوحدة وعلى إعادته من جديد ، لأن مسألة القدرة في عناصرها الإبداعية واحدة ، فكيف تنكرون البعث ، وأنتم تعيشون حركة القدرة في الوجود الذي تشاهدون فيه العظمة المتنوعة في كل مولود يولد ، وفي كل حياة تتجدد ، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) الذين يكذبون بيوم الدين.
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) أي أوعية تضم الناس كلهم ، (أَحْياءً وَأَمْواتاً) فهي تضم الأحياء وتحضنهم على ظهرها لتكفل لهم الامتداد في الحياة ، وتستوعب الأموات وتضمهم في داخلها ، (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ) وهي الجبال العالية الثابتة لئلا تميد الأرض بكم ، (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) أي عذبا. (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بنعم الله التي أنعم الله بها عليكم ، والتي تمنح حياتكم كل ما تحتاج إليه.
* * *