الحركة الزمنية الحاصلة من دورة الأرض حول نفسها في أربع وعشرين ساعة ، بينما نعلم أن هناك نجوما تدور حول نفسها بالمقدار الذي يعادل يومنا آلاف المرات ، ويمكن أن يكون ذلك التعبير واردا مورد الكناية عن طول هذا اليوم العظيم ، في ما اعتاده الناس من التعبير بهذه الطريقة عن ذلك ، وقد يكون الحديث عن ذلك تعبيرا عن الجهد الذي يلاقيه الإنسان في الحساب ، عند ما يكون في خط الانحراف ، بحيث يكون في مستوى هذا الرقم الكبير في إحساسه بالطول.
وقد ورد عن النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في ما رواه في الدر المنثور عن عدّة من الجوامع عن أبي سعيد الخدري قال : «سئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن : (يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) : ما أطول هذا اليوم فقال : والذي نفسي بيده إنه ليخفّف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا» (١).
وجاء في حديث الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله غير ذكره ، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فإن للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)» [السجدة : ٥](٢).
* * *
__________________
(١) السيوطي ، جلال الدين ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٩٩٣ م. ١٤١٤ ه ، ج : ٨ ، ص : ٢٨٠.
(٢) الكافي ، ج : ٨ ، باب : ٨ ، ص : ١٤٣ ، رواية : ١٠٨.