كلّ المقومات الروحية التي توفر له أرضية قبول الدعوة والإذعان لها ، وحينئذ لا فائدة من مخاطبته أبداً.
وتتّضح هذه الحقيقة من خلال الآيات والروايات الكثيرة التي وردت في إطار الحديث عن الحياة البرزخية للمؤمنين والمشركين.
وبعبارة مختصرة : انّ دعوة المشركين إلى العمل الصالح كدعوة الموتى ، لا يجني صاحبها أية ثمرة من خطابه لهم ، لأنّ الميت وإن كان يسمع الخطاب ولكنّه لا يستجيب للقيام بالعمل الصالح ، لأنّه قد انقضى زمن ذلك ، وأمّا المشرك فإنّه هو الآخر لا يقوم بالعمل الصالح لا لأنّه لا يسمع ، بل لأنّه لا تتوفر فيه الأرضية المناسبة للقيام بالعمل.
والجدير بالذكر أنّ ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية فسّر الآية في كتابه «الروح» بنفس ما فسّرناها به (١) ، ولا ريب أنّ تفسيره للآية بهذا النحو يعني عدوله عن نظرية أُستاذه ومخالفته له فيها.
هذه مجموعة من الشبهات التي قد أُثيرت أو تثار حول النقطة السادسة أي التوسل بدعاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد رحيله.
٧. التوسّل بذات الأنبياء والصالحين
كان الكلام في التوسّل بدعاء الأنبياء والصالحين ، بمعنى أنّ الإنسان المحتاج يتوسّل إلى الله بدعائهم ويطلب منهم أن يدعوا له بقضاء حاجته وإنجاح طلبته ، وفي الحقيقة يجعل دعاءهم وسيلته للتقرّب إلى الله تعالى.
__________________
(١) انظر كتاب الروح : ٤٥ ـ ٤٦.