وجود الموضوع في الذهن وما دام لم يتصور الأربعة في الذهن لا يثبت له صفة الزوجية ولا الفردية مع ان من البديهي ثبوت الزوجية لها في حد نفسها سواء تصوّرت في الذهن أم لم تتصور فيه. هذا مضافا إلى أن العلم عبارة عن ادراك الواقع على ما هي عليه لا الخلق والايجاد وصدق الادراك فرع ثبوت المدرك في الخارج (إن كان) وإلّا ففي كل موضوع يكون الادراك تابعا له مع ان من البديهي انّ العقل إنّما هو يدرك الزوجية للأربعة لا انّه يوجد الزوجية لها ولو فرضنا انّ الزوجية لم تكن ثابتة للأربعة في حدّ نفسها بل كانت تابعة لايجاد الأربعة لزم من ذلك صدق (الأربعة فرد) أيضا فإنّ الذهن كما يدرك ويتصور الزوجية للأربعة كذلك يتصور الفردية لها أيضا فيلزم أن لا يكون الزوجية أمرا واقعيا ثابتا للأربعة دون الأربعة فرد.
والحاصل. انّ الوجود الذهني بمعنى كون العلم من الكيفيات النفسانية القائمة بالذهن أمر مسلّم لكنما الاشكال في انه هل يكون المعلوم موجودا في الذهن باعتبار انّ العلم وجود للمعلوم. أو لا يكون؟
فالقائلون بالوجود الذهني يقولون بأن المعلومات كما يكون لها وجود في الخارج لها أيضا وجود في الذهن (وهذا القول منهم لأجل تصحيح القضايا الحقيقية) لكنهم يقولون انّ الوجود الذهني وجود ظلي ضعيف لا يترتب عليه أثر. وهذا المقال منهم باطل من عدة وجود أشرنا إلى ثلاثة منها.
الرابع : يلزم أن يكون زيد بمجرد تصور علم الفقه عالما به وكذا بتصور الجهل يلزم أن يكون زيد جاهلا ـ وبتصور الغني يصير غنيا وبتصور الفقر فقيرا ـ بيان ذلك :
إنّ المعلوم اذا اتصف بالوجود الذهني كان متحدا مع العلم هوية فكما ان العلم قائم بالذهن فالمعلوم المتحد معه أيضا قائم بالذهن فالفقر بتصوره يكون قائما بالشخص فصار زيد فقيرا ـ مع ان من البديهي ان ذلك غير جائز ليقال ان بتصور