الفقر يكون زيد فقيرا وبتصور الغني يصير غنيا.
إن قلت :
فكيف تكون القضايا الحقيقية صادقة مع انّ القضية الفرعية من جملة القضايا الضرورية؟
قلنا :
إنّ القضايا الحقيقية على ثلاثة أقسام :
١ ـ قضايا سالبة لكن في صورة الموجبة ـ مثل شريك الباري ممتنع ـ اجتماع الضدين محال فإنّ مرجع الامتناع والاستحالة إلى عدم قبول هذه للوجود.
٢ ـ قضايا صورية أي انّها ليست قضية في الحقيقة وإن كانت في صورتها إذ ليس موضوع ومحمول في البين مثل الانسان حيوان ناطق فإنّ الحيوان الناطق هو الانسان في الحقيقة لا انّه محمول ثابت للانسان.
٣ ـ قضايا ثبوتها ربطي وليس بأصيل ومن البديهي انّ الثبوت الربطي لا يتفرع على وجود شيء فإذا قلنا الانسان ليس بحجر فالنسبة هي احدى النسب الأربع (التباين أو التساوي أو العموم المطلق أو من وجه) وكذا الحال بالنسبة إلى زوجية الأربعة فإنّ النسبة لزوم ثابت لذات الأربعة لا الثبوت في الخارج والقضية الفرعية إنّما هي في خصوص الثبوت الخارجي.
فقد ظهر بهذا البيان ان صدق القضايا الحقيقية غير متوقف على الوجود الذهني وأساس الوجود الذهني غير ثابت إلّا على صدق القضايا الحقيقية قبل وجود موضوعاتها في الخارج.
كما انّه قد تبيّن انّ الوجود الذهني مضافا إلى بطلانه من أصله مستلزم لمحاذير لا يمكن الالتزام بها ـ والحمد لله رب العالمين.