الأغلب حتى قال بعضهم بعدم وجود الاشتراك بتاتا وهذا كما ترى ليس سوى ادعاء فمن جملة موارده كلمة الادراك فتوهم بعض باشتراكه لفظيا بين الاتيان بالفعل (كما في من أدرك ركعة من الوقت الخ) وبين الكون تقول أدركت عصر فلان أي كنت في عصره وبين العلم مثل أدركت المطلب أي علمته وبين البلوغ والوصول وغير ذلك. ولكن هذا من الاشتراك المعنوي لوجود الجامع بين موارده وهو عبارة عن الوصول واللحوق كما مر سابقا وهذا يعبّر عنه في المطالب المعقولة بالعلم وأما في المحسوسات فالحسي لو كان مأتيا به كان الادراك بمعنى الاتيان وإلّا فبمعنى الكون وبمعنى الأخذ في مثل يا مدرك الهاربين اذ المراد بدرك الهارب أي الوصول اليه وأخذه. والحاصل انّ الموارد هي التي تعطى الخصوصيات وإلّا فأصل المعنى هو الجامع ولو كان الاشتراك لفظيا لزم استعمال العلم في مورد الفعل مثلا فتقول من أدرك ركعة أي من علم ركعة اذ استعمال اللفظ في أحد المعاني المشتركة (اذا صلح المورد) أمر اختياري لا ممنوع.
ومن الأمثله. صيغة أفعل لاستعماله في الوجوب والندب والاباحة والتعجيز والسخرية والتهكم وغير ذلك على ما يأتي تفصيله موضوعا وحكما.
ومنها. العلم (على ما سبق سابقا) فقد ذكر له صاحب الفصول خمسة معان. التصديق والعرفان والادراك الجامع بين التصور والتصديق والحال والملكة والمسائل.
ويرد عليه ما أوردناه فيما مضى أنّ هذه ليست معاني عديدة حتى يتوهم اشتراكه بينها بل انّ المعنى الجامع للعلم هو الانكشاف وهو امّا ثبوتي أو تميزي فانكشاف زيد تميزه عن عمر وبكر وخالد واذا علمت انّه قاعد أو قائم كان الانكشاف ثبوتيا لانكشاف ثبوت القيام له فالجهل امّا من حيث ثبوت النسبة وامّا بالموضوع من حيث عدم التميز وأما الادراك فلو أريد به الخطور الذهني تبعا لتوهم