كلي متحد مع موضوعات مسائل الفن على نوع اتحاد كلي الطبيعي مع افراده في الخارج ، وان كان يغايرها مفهوما مثل الانسان الذي يتحد مع مصاديقه فالموضوع كلّي وان كان لم يعيّن رسمه ولم يعرف اسمه ، لان موضوعية الموضوع قائمة بذاته لا باسمه ورسمه ، كما انّ دهنية الدهن قائمة بذاته لا باسمه.
وقد استدل على ردّهما بانّ البحث في المسائل المهمّة لا يكون عن عوارض السنة ان كان المراد منها قول المعصوم عليهالسلام أو فعله أو تقريره كما هو المصطلح فيها ، لانّ البحث عن حجيّة خبر الواحد والتعادل والتراجيح او ترجيح احد المتعارضين من حيث السند او الدلالة لا يكون عن عوارض السنة ولا الكتاب العزيز ولا الاجماع ولا العقل ، لانّ الخبر سواء كان متواترا او واحدا ليس نفس قول المعصوم عليهالسلام أو فعله أو تقريره ، بل هو حاك عنها ، والحاكي يكون غير المحكي عنه كما انّ الراوي غير المروي عنه. نعم بعض مبحث التعادل والتراجيح يكون عن عوارضها وعن عوارض الكتاب الكريم مثل تعارض الخبرين. (مثلا) ورد في الخبر ثمن العذرة سحت وفي الاخرى لا بأس بثمن العذرة ، أو تعارض القراءتين مثل قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) أو يطهرن بالتشديد أو بالتخفيف ، وكذا تخرج مباحث الالفاظ ومباحث الاستلزامات العقلية ، مثل اجتماع الامر والنهي في شيء واحد يجوز عقلا أم لا؟ واشباهه ، لانّ البحث عن هذه الأمور لا يكون عن عوارض الادلّة الاربعة لا بما هي هي ولا بوصف دليليتها فتخرج عن مسائل فن الاصول.
اذا عرفت ما ذكرنا فينبغي ان يكون موضوع علم الاصول كليا متحدا مع موضوعات مسائله المختلفة موضوعا ومحمولا وان كان مقصود الاعلى في هذا الفن معرفة عوارض الادلّة الاربعة. فالبحث لا يدور مدارها وجودا وعدما كمدار الرحى على القطب.
ثم ذكر مؤيدا على مسلكه ، وهو تعريف العلم بالقواعد الممهّدة لاستنباط الاحكام الشرعية ، ويدلّ عليه ظهور القواعد في العموم لو لا العهد الذكري