لمعنى الاسم ، لان قيد القيد قيد (مثلا) ، والابتداء من البصرة الذي هو معنى لفظ (من) في قولك (سرت من البصرة الى الكوفة) قيدا للسير الذي هو معنى الاسم.
فاللحاظ الآلي قيد للسير ، لان قيد القيد قيد. وعلى هذا امتنع انطباقه على ما في الخارج ضرورة ، انه بناء على هذا الدخل الذي هو قيد عقلي لا موطن له إلّا العقل ، والمقيد بقيد عقلي يكون عقليا ، والعقلي لا ينطبق على ما في الخارج فيمتنع امتثال (سر من البصرة الى الكوفة) ، والحال انه يصدق ما في الخارج. وليس هذا إلّا لعدم اعتبار قصد الاستقلالية والآلية في الموضوع له ولا في المستعمل فيه ، بل في الاستعمال في الاسماء والحروف.
وان كان معتبرا في الموضوع له لزم ان تكون معاني متعلقات الحروف مثل السير والبصرة والكوفة في قولك (سرت من البصرة الى الكوفة) كليات عقلية لما عرفت من كون قيد القيد قيدا فيستحيل انطباقها على الأمور الخارجية.
فتلخص مما ذكرنا : انه ان كان قصد الآلية في معنى الحرف ملحوظا بعنوان الشطر أو بعنوان الشرط لزم امران.
الاول : عدم صدق متعلقات معاني الحروف على الخارجيات ، اذ انها على حسب الفرض مقيدة بقيد عقلي ، وهو لحاظ الآلية والمقيد بقيد عقلي عقلي ، والعقلي لا موطن له إلّا العقل.
الثاني : يلزم امتناع امتثال الامر في قولك (كن على السطح) و (سر من البصرة الى الكوفة).
فخلاصة الكلام : ان المعنى في كل واحد من الاسم والحرف كلي طبيعي باعتبار حكايته عن الكثير في الخارج. وبلحاظ تقيد المعنى باللحاظ الآلي أو الاستقلالي في مقام الاستعمال جزئي عقلي ، لان الشيء ما دام لم يتشخص لم يوجد لا في الذهن ولا في الخارج. فجزئية المعنى باللحاظ الاستقلالي أو الآلي في موارد الاستعمال. وكليته باعتبار نفسه وجرمه. وبهذا يندفع الإشكال في غير الحروف ايضا ، فلا يتوهم اجتماع النقيضين في الاسماء والحروف ، اعني كلية