الذات وعن الشيء ، كما يقوله المحقق الشريف قدسسره. فيكون النزاع في المعنى اللغوي المشتق أهو بسيط أم مركب؟ ذهب الى كلّ فريق ، فاذا لم يمكن اخذ الشيء في مفهوم الناطق لاجل كونه فصلا وكليا ذاتيا عند اهل المنطق فهذا لا يدل على كون مفهومه كذلك لغة ، ولعل اهل المنطق ، بعد تجريده عن الشيء ، جعلوه فصلا للانسان.
قوله : وفيه انه من المقطوع ... الخ اعترض المصنف على (الفصول) بانه من المقطوع واليقين ان (الناطق) قد اعتبره المناطقة فصلا قريبا للانسان بلا تصرف في معناه اصلا حتى يكون معناه عند المنطقي مغايرا لمعناه عند اللغوي ، اما على نحو الاشتراك واما على نحو المجاز فليس الامر كذلك بل بماله من المعنى اللغوي جعلوه فصلا للانسان ، كما لا يخفى.
قوله : والتحقيق ان يقال ... الخ فأجاب المصنف جوابا تحقيقيا عن قول الشريف بان (الناطق) ليس بفصل حقيقي ، بل لازم ما هو الفصل ، واظهر خواص الفصل وانما يكون فصلا مشهوريا عند اهل المنطق ، يوضع عندهم مكان فصل حقيقي في تعريف ماهية الانسان بانه حيوان ناطق.
واشكال الشريف مبني على كون (الناطق) فصلا حقيقيا ، وليس الامر كذلك ، ضرورة أنّ النطق ، سواء كان بمعنى الادراك أم كان بمعنى التكلم ، لا يكون من الذاتيات ، لان الاول من الكيف النفساني ، والثاني من الكيف السمعي.
فبناء على هذا يكون عرضيا لان كل واحد من الكيف من الاعراض ولكن الناطق يكون اظهر خواص الفصل واقرب آثاره ولذا يضع اهل المنطق (الناطق) مكان الفصل. واما الفصل الحقيقي للاشياء فلا يعلمه الا علّام الغيوب او من أطلعه العالم المطلق على غيبه ومخزونه وهو غيرنا ، كما ستأتي الإشارة اليه في مفهوم (الناطق) بعد ما لم يكن (الناطق) فصلا حقيقيا لانه لا يلزم حينئذ دخول العرض العام في الفصل الذاتي بل في العرض الخاص الذي لا يكون من الذاتي ، ولا محذور في دخول العرض العام في العرض الخاص ، وهو (الناطق) ، لانه على كونه من قبيل اظهر خواص الفصل يكون عرضا خاصا للانسان ك (الضاحك) له وكل عرض