بسيط من حيث التصور والادراك ومن حيث الماهية والحقيقة وهو الحدث فقط. فلذا لا يتحد مع الذات ولا يحمل عليها بخلاف المشتق ، فانه متحد مع الذات ، فهو بمعناه المرتكز في الذهن يحمل على ذات من الذوات ، لوجود ملاك الحمل هاهنا وهو اتحاد المصداقي وتغاير المفهومي ، ولذا قيل ان الحمل هو اتحاد الشيئين في الخارج ـ اي مصداقا ـ وتغايرهما في الذهن ـ اي مفهوما ـ بخلاف المبدإ ، لانه اذا قيس الى من تلبس بالمبدإ يكون غيره لا عينه. وملاك الحمل هو نحو الهوية والاتحاد ، وهو غير موجود في المبدإ ، كما انه موجود في المشتق نحو اسم الفاعل واسم المفعول وافعل التفضيل والصفة المشبهة بل صيغ المبالغة كعلّام وفهّام مثلا.
قوله : والى هذا يرجع ما ذكره اهل المعقول في الفرق بينهما ... الخ والى وجود ملاك الحمل في المشتق ، وعدم وجوده في المبدإ. يرجع كلام اهل المعقول في بيان الفرق بين المشتق والمبدإ من ان مفهوم المشتق يكون لا بشرط ، والمبدأ يكون بشرط لا ، اي لا يكون قابلا للحمل على الذات والمشتق بمفهومه يجتمع مع الذات ، ومن الممكن ان لا يجتمع معها فهو غير آب عنه.
فمفهوم المشتق يكون لا بشرط ، اي يجتمع المشتق بمفهومه المرتكز في الذهن مع الذات ويحمل عليها ، وقد لا يجتمع معه ولا يحمل بمفهومه المرتكز عليها. هذا معنى كون مفهومه لا بشرط. اما مفهوم المصدر يكون بشرط لا ، اي بشرط ان لا يحمل على الذات ، وبشرط ان لا يجتمع مع الذات. هذا هو المراد من كون مفهوم المبدإ بشرط لا. وفي ضوء هذا فمفهوم المشتق غير آب عن الحمل على الذات ، ومفهوم المبدإ يكون آبيا عنه عليه ، اي على الذات.
فساد توهم صاحب (الفصول):
قوله : وصاحب (الفصول) قدسسره حيث توهم ان مرادهم انما هو ... الخ وتوهّم صاحب (الفصول) ان مراد اهل المعقول والفلاسفة من اعتبار بشرط لا ولا بشرط بلحاظ الطواري والعوارض الخارجية مع حفظ مفهوم واحد في المبدإ والمشتق.