اعلم ان اعتبار ماهية بشرط شيء وماهية لا بشرط وماهية بشرط لا على نوعين :
الاول : اعتبارها بلحاظ الأمر الخارج عن حقيقة الشيء ، نحو (الماء بشرط برده رافع للعطش) أو نحو (الماء بشرط عدم حرّه رافع للعطش) ، فيلحظ الماء بشرط برده أو بشرط عدم حرّه فهو رافع للعطش ، وهذه ماهية بشرط ، واخرى يلحظ لا بشرط البرد ولا بشرط عدم البرد ولا بشرط عدم الحرّ ، وهذه ماهية لا بشرط ، وثالثة يلحظ بشرط ان لا يكون حارا ، وهذه ماهية بشرط لا ، ولكن البرد وعدم الحر من اوصاف الماء خارجان عن حقيقة الماء ، وهي انه جسم سيال رطب. ولكن بالطبع. بتعمّل من العقل ينحلّ الى شيئين ، وهما جنسه وهو (جسم) وفصله وهو السيال الرطب بالطبع ، وهكذا مثل (الرقبة) بالاضافة الى الايمان والكفر ، تارة تلحظ بشرط الايمان ، واخرى تلحظ لا بشرط الايمان ، ولا بشرط عدم الايمان وهو الكفر ، وثالثة تلحظ بشرط لا اي بشرط ان لا تكون كافرا. فبهذا اللحاظ يكون القدر الجامع في البين بين الماهيات الثلاث ، وهو لفظ الماء ولفظ الرقبة. فالايمان والكفر وعدم الكفر خارجات عن حقيقة الرقبة.
والثاني : ان تلحظ العناوين منتزعات عن حد ذات الشيء وحقيقته ، اي الماهية بشرط شيء والماهية لا بشرط والماهية بشرط لا ، نحو (الانسان ناطق بشرط كونه حيوانا) ، و (الانسان نوع لا بشرط كونه حيوانا) ، و (لا بشرط عدم كونه حيوانا) ، بل نوعيته قائمة بلحاظ حمله على الافراد المتفقة الحقيقة ، والانسان مركب من مادة وصورة بشرط ان لا يكون من المجردات.
فالاول : ماهية بشرط شيء والماهية المخلوطة ، والثاني : ماهية لا بشرط ، والماهية المطلقة ، والثالث : ماهية بشرط لا والماهية المجردة ، فالنطقة والنوعية والتركب منتزعات عن حقيقة الانسان ، فكذا المبدأ لانه بحقيقة مفهومه بشرط لا يعني بشرط عدم الصدق على ذات من الذوات ، فمعنى المصدر يكون على نحو لا يصدق على الذات ولا يجتمع مع ذات من الذوات.
فالمشتق مفهومه لا بشرط والمصدر مفهومه بشرط لا ، لكن عنوان لا بشرط