الطلب فعلا قبل حصول الشرط ، وقبل تحقق القيد. بل يكون الانشاء معلقا على حصول الشرط ، وهو مجيئه يوم الجمعة ، فاذا حصل الشرط وتحقق القيد كان الانشاء محقّقا ، وإلّا لزم تخلف الانشاء عن المنشإ وهو باطل بل محال عقلا.
ففائدة الانشاء انه يصير بعثا فعليا بعد حصول الشرط بلا حاجة الى خطاب آخر بعد حصوله ، بحيث لولاه لما كان المولى متمكنا من الخطاب فعلا بعد حصول الشرط ، بان كان محذور ثابتا في تأخير الخطاب عمّا قبل حصول الشرط الى ما بعد حصوله. او كان الإشكال في التأخير مطلقا ، وهو عدم المصلحة فيه.
فلو لم يتمكن المولى عن الانشاء في زمان حصول الشرط ، او يكون له مانع عن الانشاء في حين حصوله اكتفى بهذا الوجوب المشروط. مضافا الى فائدة اخرى لهذا الانشاء وهي ان الخطاب المشروط بالاضافة الى الأشخاص الواجدين للشرط فعليّ وواجب فعليّ فخطاب (حجّوا ان استطعتم) خطاب ووجوب فعلي بالاضافة الى المستطيعين ، وهو واجب انشائي شأني بالنسبة الى غير المستطيعين.
فللخطاب المشروط قبل حصول شرطه فائدتان كما ذكر آنفا.
فان قيل انه يلزم استعمال اللفظ في المعنيين في اطلاق واحد ، وهما الوجوب الشأني بالنسبة الى غير الواجد للشرط ، والوجوب الفعلي بالاضافة الى الواجد للشرط كما قلت هذا في صيغة الامر وهي (حجوا) في المثال.
قلنا ان خطاب (حجوا) يدل على انشاء الوجوب ، وعلى الوجوب الانشائي فقط ، ولكن العقل والنقل من الخارج يدلان على فعلية الوجوب بالنسبة الى موضوع الوجوب والواجب وهو شخص المستطيع ، كما ان الخطابات الشرعية ، بالاضافة الى العالمين بها فعلية ، وبالنسبة الى الجاهلين بها شأنية انشائية ، فليس في المقام استعمال اللفظ في معنيين مختلفين كما توهم.
قوله : فافهم وتأمل جيدا وهو تدقيقي لا غير.