يحتاج الى صيغة (اضرب) ، وطلب الاكرام عن الفاعل المخاطب يفتقر الى هيئة (اكرم) ، وهكذا نحوهما كالاشارة والتكلم والخطاب والغيبة. فان الاول (الاشارة) : يحتاج الى لفظ هذا وهذه ونحوهما من الفاظ الإشارة. والثاني (التكلم) : يفتقر الى لفظ (انا) و (نحن). والثالث (الخطاب) : الى لفظ (انت) و (انت) ونحوهما والرابع (الغيبة) : مفتقر الى لفظ (هو) و (هي) وامثالهما.
كما ان لفظ (من) و (الى) و (في) و (على) و ... تحتاج الى ضم كلمة اخرى اليها كلفظ (البصرة) و (الكوفة) و (الدار) و (السطح) وغيرها. فكل المعاني النسبية معاني الحروف في الاحتياج الى لفظ آخر وكلمة اخرى ، فلذا تكون الهيئة ومعناها من المعاني الحرفية النسبية.
واما الوجه الثاني : وهو ان متعلق صيغة الامر مطلوب المولى ، والمطلوبية تتوقف على الارادة الواقعية وهي تتعلق بالفرد من الطلب وبمصداقه ، ولا تتوقف المطلوبية على انشاء مفهوم الارادة ، فلا محالة ان تكون الهيئة موضوعة للإرادة الواقعية والطلب الواقعي للمبدإ ، فحينئذ يكون معنى الهيئة جزئيا وهو لا يتوسع حتى تتضيق دائرته بالتقييد ، والحال ان التقييد فرع الاطلاق ، فاذا كان التقييد ممكنا فهو لمكان الاطلاق ، اذ التقابل بين الاطلاق والتقييد تقابل الملكة والعدم ، اي عدم الملكة ، وهذا خلاصة الوجه الثاني.
واما رده : اي الجواب عنه ، فهو ان الطلب والارادة على قسمين :
الاول : حقيقي. والثاني : انشائي. والنسبة بينهما عموم من وجه. اذ قد يكون الطلب الحقيقي في قلب المولى ولكن لم ينشأ ، إما لفقد المقتضي له ، وإما لوجود المانع عنه ، وقد يكون الطلب الانشائي موجودا ولكن ليس للمولى الطلب الحقيقي والإرادة الحقيقية في قلبه وذهنه ، بل ربما يكون متعلق الامر مبغوضا عنده ، لكن أمره امتحانا ، كالامر بذبح اسماعيل النبي عليهالسلام. وقد يكون كلاهما موجودين ، كالاوامر الجدّية.
وقد ذكر سابقا ان الهيئة قد وضعت للطلب الانشائي لا للطلب الحقيقي الذي