المقدمة ومن الامر بها الشيء الذي لا يختلف عن الامر غالبا ، وهو تمكن المكلف من ايجاد ذي المقدمة في الخارج وهذا التمكن موجود في جميع اوامر المقدمي بلا تخلف ، بل لا يعقل ان يكون الغرض هو التوصل بملاحظة التخلف كثيرا.
قوله : وصريح الوجدان انما يقضي بان ما أريد لاجل غاية وتجرد عن الغاية ... الخ فدعوى المصنف في قبال دعوى صاحب (الفصول) في ذيل دليله الثالث صريح الوجدان من قوله : وصريح الوجدان قاض بان من يريد شيئا لمجرد حصول شيء آخر لا يريده اذا وقع هذا الشيء في الخارج مجردا عن شيء آخر ، مثل ما اذا اراد المولى نصب السلم لمحض حصول الصعود على السطح في الخارج ، ومن المعلوم انه لا يريده اذا وقع في الخارج بلا تحقق الصعود في الخارج فنصب السلم اذا لم يكن موصلا الى الصعود فهو ليس بمطلوب أصلا.
قال المصنف قدسسره صريح الوجدان حاكم بانه من يريد شيئا لاجل حصول غرضه ومقصوده ، فاذا وقع هذا الشيء مجردا عن غرض المولى فلا يكون مطلوبا له اذا كان فيه قصور عن حصول الغرض ، كما لو اراد المولى نصب السلم لاجل الصعود على السطح ، فاذا وقع في الخارج بدون الصعود فليس هذا بمطلوب ، فالقصور يكون في نصب السلم لان المكلف اراد الصعود ، واما اذا لم يرده فلا قصور حينئذ فيه.
غاية الامر ان فقدان ذي المقدمة انما يكون لاجل فقدان المقدمة الاخرى وهي ارادة المكلف لفعل ذي المقدمة ولايجاد الواجب النفسي والحال ان وجود المقدمة الاخرى لا يرتبط بوجوب المقدمة المأتي بها.
فالوجدان حاكم بوجوب هذه المقدمة وباتصافها بالوجوب كما تكون موصلة بلا تفاوت اصلا وهو ظاهر. مثلا : اذا أمر المولى عبده بالصعود وقد نصب السلم ولكن لا يريد الصعود فليس القصور في نصب السلم ، بل وقع على صفة الوجوب الغيري المقدمي وهو تام في المقدمية.
غاية الامر ان فقدان الصعود في الخارج انما يكون لفقدان ارادته لا لقصور