في نصب السلم ، وكذا الحال في قطع الطريق مقدمة للحج اذا لم يكن المكلف مريدا للحج.
البرهان :
قوله : وكيف وإلّا يلزم ان يكون ... الخ وهذا اشارة الى البرهان وهو انه لاي جهة لا يكون التوصل غاية وشرطا لوجوب المقدمة عقلا.
وبيانه : ان كان التوصل وترتب ذي المقدمة شرطا لوجوب المقدمة فلا بد حينئذ ان يكون وجود ذي المقدمة من مقدمات المقدمة بحيث يلزم من وجوب المقدمة الموصلة وجوب ذي المقدمة.
وبتقرير آخر هو انه يلزم ان يكون وجود الغاية ، التي هي عبارة عن ذي المقدمة ، من قيود ذي الغاية ، الذي هو عبارة عن المقدمة. وان يكون ذو المقدمة مقدمة لوجود المقدمة على نحو تكون الملازمة بين وجوب المقدمة غيريا ، وبين وجوب ذي المقدمة نفسيا لان ذا المقدمة من المقدمات الوجودية لمقدمة.
والحال ان المقدمة واجبة فتجب مقدمتها بالوجوب الغيري المقدمي. فاذن يجتمع في ذي المقدمة وجوبان نفسي وغيري يترشح من وجوب المقدمة فيلزم من الوجوب النفسي الحج ، مثلا : ان يكون نفسي الحج واجبا غيريا مقدميا ، يعني انه يستلزم وجوب نفسي الشيء وجوب غيري نفسه ، وهو كما ترى ، اذ هما ـ اي اجتماع الوجوب النفسي والوجوب الغيري في شيء واحد ، واستلزام وجوب نفسي الشيء وجوب غيري نفسه ـ باطلان بالبداهة. فعلم ان التوصل ليس بشرط في اتصاف المقدمة بوصف الوجوب وإلّا لزم ان يكون ذو المقدمة مقدمة وجودية لمقدمته.
وهذا يستلزم اجتماع الوجوبين النفسي والغيري في ذي المقدمة ، وهذا يقتضي ان يكون وجوب نفسي الشيء مستلزما لوجوب غيري نفسه ، فالتالي باطل بالضرورة فالمقدم مثله ، او يقال ان اللازم فاسد فالملزوم مثله.
اما بيان الملازمة انه ان كان التوصل عنوانا تقييديا لوجوب المقدمة ، يعني