هذا دالا على ذلك ، لانه يدل مطابقة على ثبوت القيام لزيد ولا يدل على غير ذلك ، ومن غير ان يكون مستعملا في هذا المقصود ، فكذا الفاظ القرآن الكريم.
والثاني : انه يمكن ان تكون البطون من لوازم المعنى الحقيقي أو من لوازم المعنى المجازي لالفاظ القرآن من غير ان تستعمل فيها. مثل قولك : (جاء الضيف) وهو ملازم لنزول البركة ودفع البلية ، من غير ان يستعمل هذا الكلام في هذا المطلب ، فكذا بطون القرآن الكريم. والدلالة الالتزامية اجنبية عن الاستعمال ، وان كانت افهامنا الناقصة قاصرة جدا عن ادراكها وفهمها.
حقيقة المشتق ومجازه :
قوله : الثالث عشر انه اختلفوا في ان المشتق حقيقة في خصوص ما تلبس بالمبدإ ... الخ اعلم ان المشتق يكون حقيقة في خصوص المتلبس بالمبدإ في حال النسبة والحمل اتفاقا كما انه يكون مجازا بالاتفاق فيمن لم يتلبس بالمبدإ بعد ، بل يتلبس به في الاستقبال. وانما الخلاف فيمن تلبس به وانقضى عنه المبدأ في حال النسبة والحمل. وقبل الخوض في المسألة وتفصيل الاقوال فيها وبيان الاستدلال على الاقوال ينبغي تقديم امور :
مقدمة : ان اللفظ الذي وضع لمعنى يكون على نوعين :
الاول : هو ما وضعت مادته لمعنى ، وهيئته لمعنى ، وهو المشتق نحو ضارب ، لان مادته وضعت للحدث وهيئته لذات صدر عنه الحدث.
والثاني : هو ما وضع مجموع مادته وهيئته لمعنى وهو الجامد ، نحو (زيد ورجل) لان الاول وضع بوضع واحد للذات المعينة والثاني لذات ثبتت له الذكورية.