ثمّ ساق الكلام في أعمال صالحة لمولانا امير المؤمنين عليهالسلام ، كقضاء دين أخيه المؤمن ، وقلب الحجر والمدر ذهبا بدعائه عليهالسلام.
وقتله رجلا غضبا لله ولرسوله.
وسدّه خلّة رجل بقرصين شعيرين له.
وكشفه لملكوت السّموات والحجب لرجل من المنافقين حتّى صار مؤمنا.
وانّه عليهالسلام وقى نفس رجل مؤمن بنفسه : في كلام طويل يراجعه من اراده (١).
إلى أن قال : ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هذا الأفضل الأكرم محبّة محبّ الله ورسوله ، ومبغضه مبغض الله ورسوله ، هم خيار خلق الله تعالى من أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : انظر فنظر إلى عبد الله بن أبي وإلى سبعة من اليهود فقال عليهالسلام قد شاهدت (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ).
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت يا علي أفضل شهداء الله في الأرض بعد محمّد رسول الله قال فذلك قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها ويبصرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويبصرها خير خلق الله بعده عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
أقول : ويدلّ عليه مضافا إليه الاخبار الكثيرة الدّالة على أنّهم المتوسّمون في كتاب الله تعالى ، وانّه لا يحجب عنهم شيء في السموات والأرض وانّهم يعرفون الرجل إذا رأوه بحقيقة الايمان وبحقيقة الكفر أو النفاق إلى غير ذلك من الاخبار الكثيرة الّتي سيمرّ عليك شطر منها في مواضعها.
__________________
(١) راجع البحار ج ٤٢ ص ٢٣ ـ ٢٧.
(٢) تفسير البرهان ج ١ ص ٥٨ ـ ٥٩.