رضاه ، والله يعصمني وايّاه (١) ....
قال الإربلي (٢) في «كشف الغمّة» : رأيت خطّه عليهالسلام في واسط سنة سبع وسبعين وستّمائة (٦٧٧) (٣).
قيل : ومنه استنباط فتح بيت المقدس في شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (٥٨٣) من قوله تعالى : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ ...) إلى قوله تعالى : (فِي بِضْعِ سِنِينَ) (٤) ، كما ذكره في الباب الثاني من الفتوحات (٥).
__________________
(١) كشف الغمّة ج ٣ ص ١٧٩ وعنه البحار ج ٤٩ ص ١٥٣.
(٢) الإربلي : علي بن عيسى بن ابي الفتح أبو الحسن بهاء الدين الأديب المؤرّخ كان حيّا في سنة (٦٨٧) وله مصنّفات منها كشف الغمّة في معرفة الأئمة.
(٣) كشف الغمّة ج ٣ ص ١٨٠ وعنه البحار ج ٤٩ ص ١٥٤.
(٤) سورة الروم : ١ ـ ٤.
(٥) قال ابن عربي في الفتوحات ج ١ ص ٦٠ : إنّ البضع الّذي في سورة الروم ثمانية وخذ عدد (الم) بالجمل الصغير فتكون ثمانية. فتجمعها الى ثمانية البضع فتكون ستّة عشر ، فتزيل الواحد الّذي للألف للاسّ فيبقى خمسة عشر ، فتمسكها عندك ثم ترجع الى العمل في ذلك بالجمل الكبير فتضرب ثمانية البضع في أحد وسبعين وأجعل ذلك كلّه سنين يخرج لك في الضرب خمسمائة وثمانية وستّون فتضيف إليها الخمسة عشر الّتي أمرتك أن ترفعها فتصير ثلاثة وثمانين وخمسمائة سنة وهو زمان فتح بيت المقدس على قراءة من قرأ غلبت بفتح الغين واللام وسيغلبون بضمّ الياء وفتح اللام.
ولا يخفى على المتأمّل ما في كلام صاحب «الفتوحات» حيث أتعب نفسه وتفوّه بكلمات واهية ليثبت أن ما اخبر الله سبحانه إشارة الى فتح بيت المقدس في سنة (٥٨٣) واستدلّ لما رامه بالحروف وأعدادها الصغيرة والكبيرة ، وجمعها وضربها وحذف واحد منها بلا دليل ، ثم التشبّث بقرائة شاذّة حتى ينطبق مع التاريخ المذكور الّذي فيه فتح الله سبحانه بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيّوبي يوسف بن أيّوب بن شادي.
ومن نظر في كتب التفاسير للفريقين يعلم أنّ ما استخرجه الرّجل مخالف لمقالات كلّ