المنزّلة لا تجمع حفظا ، وإنّما يعتمد في حفظها على الصحف ، بخلاف القرآن فإنّ حفّاظه أضعاف مضاعفة لصحفه.
وقوله : «تقرأه نائما ويقظانا» أي تجمعه في حالتي النوم واليقظة ، وقيل : أراد تقرأه في يسر وسهولة.
* تنبيه *
اعلم انّ هذه الوجوه الستّة المتقدمة المستفادة من آثار أهل البيت عليهمالسلام ممّا لا تنافي بينها أصلا بعد ما سمعت من اشتمال كلمات القرآن وآياته على العلوم الغزيرة والبطون الكثيرة الّتي لا يعلمها (إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، وعلى هذا فيصحّ إرادة الجميع ، وإن كان كلّ ذلك بعضا قليلا من أبعاض ما أريد منها ممّا لا نحيط به علما ، ولم يبلغنا علمها عن العالم بها ، ولذا قال عليهالسلام : «إنّ فيها لعلما جمّا» (١) ، ولعلّه هو المراد بقول من قال : إنّها من المتشابهات.
بل قد سمعت أنّ بعض الأخبار الواردة في تفسيرها ، مثل ما يتعلّق بعدد سني القائم عليه صلوات الله وزمان ظهوره أيضا من المتشابهات.
بل في «مجمع البيان» : أختلف العلماء في هذه الحروف : فذهب بعضهم إلى أنّها من المتشابهات الّتي استأثر الله بعلمها ، ولا يعلم تأويلها إلّا هو ، وهذا هو المرويّ عن أئمتنا عليهمالسلام ، وروت العامّة عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : إنّ لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجّي.
وعن الشعبي قال : الله تعالى في كتاب سرّ ، وسرّه في القرآن سائر حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٥٢ ص ١٠٦.