تَهْتَدُونَ)(١) ، وبذلك تظهر المناسبة بين هذه الآية والتي قبلها مباشرة ، والآيات التي قبل ذلك.
أما ما ذكروه فليس هناك ما يشهد له من عقل ، ولا نقل صحيح ، بل هو يخالف الواقع الملموس ، والمشاهد المتيقن ، وقد أصبحت الصين وما وراءها معلوما كل شبر فيها ، فأين هم؟ ، ثم ما هذا النهر من الشهد؟! وما هذا النهر من الرمل؟! وأين هما؟! ثم أي فائدة تعود على الإسلام والمسلمين من التمسّك بهذه الروايات التي لا خطام لها ، ولا زمام؟! ، وما ذا يكون موقف الداعية إلى الإسلام في هذا العصر الذي نعيش فيه ، إذا انتصر لمثل هذه المرويات الخرافية الباطلة؟! إن هذه الروايات لو صحت أسانيدها لكان لها بسبب مخالفتها للمعقول ، والمشاهد الملموس ما يجعلنا في حلّ من عدم قبولها ، فكيف وأسانيدها ضعيفة واهية؟! وقد نبّهنا غير مرة أن كونها صحيحة السند فرضا لا ينافي كونها من الإسرائيليات.
١٥ ـ الإسرائيليات في نسبة الشرك إلى آدم وحواء
ومن الروايات التي لا تصحّ ، ومرجعها إلى الإسرائيليات ما ذكره بعض المفسرين عند تفسير قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ، وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها (٢) فَلَمَّا تَغَشَّاها (٣) حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا
__________________
(١) الأعراف / ١٥٨.
(٢) ليجد فيها سكن النفس وطمأنينة القلب.
(٣) أي : باشرها كما باشر الرجل زوجته.