والصواعق ـ إنما يعود على الدين بالضعف ، ويضرّه أكثر من طعن أعدائه فيه.
أقوال الرسول عند سماع الرعد ورؤية البرق
وقد وردت أحاديث أخرى صحاح وحسان ، تبيّن ما كان يقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند حدوث هذه الظواهر الكونية ، وهي تدل على كمال المعرفة بالله ، وأنه سبحانه هو المحدث لها ، وأنها تدل على تنزيه الله ، وتعظيمه ، وحمده ؛ فقد أخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد ، والترمذي ، والنسائي ، وغيرهم ، عن ابن عمر قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا سمع صوت الرعد ، والصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك» ، لأن احتمال الإهلاك والتعذيب بهذه الآيات الكونية أمر قريب ممكن.
وأخرج أبو داود في مراسيله ، عن عبد الله بن أبي جعفر : أن قوما سمعوا الرعد فكبّروا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا سمعتم الرعد فسبّحوا ، ولا تكبّروا» ، وذلك لما فيه من التّأدب بأدب القرآن ، وأسلوبه ، في قوله تعالى : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) ، ولأن دلالته على تنزيه الله من النقص والشريك أولى من دلالته على التعظيم. وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عباس أنه عليهالسلام كان يقول إذا سمع الرعد : «سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم». وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير عن أبي هريرة قال : كان صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا سمع الرّعد قال : «سبحان من يسبّح الرعد بحمده».
فهذا هو اللائق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعصمته ، لا ما روي من أن الرعد ملك أو صوت زجره للسحاب ، وأن البرق أثر سوطه الذي يزجر به السحاب.