الباغية ، وكذلك كل من خرج على عليّ عليهالسلام.
قال : وما كان أولى بصاحبنا أن يترك هذا التحامل على معاوية الصحابي ، ويفوّض أمره إلى الله ، ولا يلوي مثل هذه الآيات إلى ميوله وهواه (١).
قلت : ولعل نحوسة الدفاع عن معاوية قد أخذت صاحبنا الذهبي فانجرفت به إلى مهاوي الضلال ، وأخيرا إلى شر قتلة ، حشره الله مع مواليه (٢).
أحكام القرآن (المنسوب إلى الشافعي المتوفّى سنة ٢٠٤)
جمعه الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي النيسابوري الشافعي ، صاحب السنن الكبرى ، المتوفّى سنة (٤٥٨).
والكتاب يشتمل على ما جاء في كلام محمد بن إدريس الشافعي إمام الشافعية ، من استناد واستشهاد بآيات قرآنية ، في عامة أبواب الفقه ، فعمد البيهقي إلى جمعه وترتيبه وإبدائه في صورة تأليف مستقل. قال البيهقي : فرأيت من دلّت الدلالة على صحّة قوله ـ أبا عبد الله محمد بن إدريس الشّافعي المطّلبي ابن عم محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قد أتى على بيان ما يجب علينا معرفته من أحكام القرآن ، وكان ذلك مفرّقا في كتبه المصنّفة في الأصول والأحكام ، فميّزته وجمعته في هذه الأجزاء على ترتيب المختصر ؛ ليكون طلب ذلك منه على من أراد أيسر ، واقتصرت في حكاية كلامه على ما يتبيّن منه المراد دون الإطناب ،
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، ج ٢ ، ص ٤٤٣.
(٢) إنه في أخريات حياته صانع حكومة مصر في مسالمتها مع أعداء الإسلام ، ومن ثم اغتالته أيدي مسلمة مصر دفاعا عن حريم الإسلام. وذلك في شعبان عام ١٣٩٧ ه الموافق ١٩٧٧ م. و ١٣٥٦ ش.