ورواياتهم ، وزعم أنهم إنما يقرءون من عند أنفسهم. وهذه عادته ، يطعن في تواتر القراءات السبع ، وينسب الخطأ تارة إليهم ، كما في هذا الموضع ، وتارة إلى الروايات عنهم. وكلاهما خطأ» (١).
وتقلّد الآلوسي عبارة ابن المنير : «وقد ركب في هذا الكلام عمياء وتاه في تيهاء ، فقد تخيّل أن القراء أئمة الوجوه السبعة اختار كل منهم حرفا قرأ به اجتهادا لا نقلا وسماعا ، كما ذهب إليه بعض الجهلة ، فلذلك غلّط ابن عامر في قراءته هذه وأخذ يبيّن منشأ غلطه ، وهذا غلط صريح يخشى منه الكفر والعياذ بالله تعالى فإن القراءات السبع متواترة جملة وتفصيلا عن أفصح من نطق بالضاد صلىاللهعليهوآلهوسلم فتغليط شيء منها في معنى تغليط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بل تغليط الله عزوجل ، نعوذ بالله سبحانه من ذلك» (٢).
تهاجمه على أهل السنة
كما ولم يقصر الزمخشري في تهاجمه على خصومه من أهل السنّة ، فلم يدع فرصة أثناء تفسيره إلّا وقذفهم بقذائف لاذعة وقرعهم بمقامع دامغة. قال الذهبي : وإن المتتبع لما في «الكشاف» من الجدل المذهبي ، ليجد أنّ الزمخشري قد مزجه في الغالب بشيء من المبالغة في السخريّة والاستهزاء بأهل السنة ، فهو لا يكاد يدع فرصة تمرّ بدون أن يحقّرهم ويرميهم بالأوصاف المقذعة ، فتارة يسمّيهم المجبّرة ، وأخرى يسميهم الحشوية ، وثالثة يسميهم المشبّهة ، وأحيانا يسميهم القدريّة ، تلك التسمية التي أطلقها أهل السنة على منكري القدر ، فرماهم بها الزمخشري ، لأنهم يؤمنون بالقدر. كما جعل حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي
__________________
(١) بنقل الشيخ يوسف البحراني في الكشكول ، ج ٣ ، ص ٣٣٩.
(٢) روح المعاني ، ج ٨ ، ص ٣٣.