في آدم وحواء ، وجعل قوله : (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً) الآية في المشركين من ذرّيتهما ، أي جعلا أولادهما شركاء لله فيما آتاهما ، والمراد بهم : الجنس ، أي جنس الذكر والأنثى ، فمن ثم حسن قوله : (فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) بالجمع ، ويكون هذا الكلام من الموصول لفظا المفصول معنى. ومنهم من جعل الآيتين في ذرية آدم وحواء ، أي خلقكم من نفس واحدة ، وهي نفس الذكر ، وجعل منها ، أي من جنسها زوجها ، وهي الأنثى ، فلما آتاهما صالحا ، أي بشرا سويّا كاملا ، جعلا أي الزوجان الكافران لله شركاء فيما آتاهما ؛ وبذلك أبد لا شكر الله كفرانا به وجحودا ، وعلى هذا لا يكون لآدم وحواء ذكر ما في الآيتين. وهنالك تفاسير أخرى ، لسنا منها على ثلج ، ولا طمأنينة (١).
١٦ ـ الإسرائيليات في سفينة نوح
ومن الإسرائيليّات التي اشتملت عليها بعض كتب التفسير ، كتفسير ابن جرير ، و «الدر المنثور» ، وغيرهما ما روي في سفينة نوح عليهالسلام فقد أحاطوها بهالة من العجائب والغرائب ، من أي خشب صنعت؟ وما طولها؟ وما عرضها؟ وما ارتفاعها؟ ، وكيف كانت طبقاتها؟ وذكروا خرافات في خلقة بعض الحيوانات من الأخرى ، وقد بلغ ببعض الرواة أنهم نسبوا بعض هذا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال صاحب «الدر» : وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس رحمهماالله عن
__________________
(١) انظر تفاسير الكشّاف ، ج ٢ ، ص ١٨٦ و ١٨٧ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، ج ٧ ، ص ٣٣٧ وتفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٣٠٢ ـ ٣٠٤. وروح المعانى للآلوسي ، ج ٩ ، ص ١٣٧ ـ ١٤٢. والتبيان ، ج ٥ ، ص ٥٠ ومجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٧٨٠ ، وغيرها.