رأي العلم في حدوث الرعد ، والبرق ، والصواعق
وإكمالا للفائدة : سنذكر ما وصل إليه العلم في حدوث هذه الظواهر الكونية ، فنقول ، وبالله التوفيق : يقول الدكتور محمد أحمد الغمراوي في كتابه «سنن الله الكونية» :
الرياح ، والكهربائية الجويّة
إن الكهربائية التي تتولّد في الهواء ـ والتي ذكرنا لك بعض مصادرها ـ يكتسبها السحاب عند تكوّنه على الأيونات التي تحملها تلك الكهربائية في الطبقات العليا الجويّة ، ولا يدرى الآن ، كيف يفصّل الله الأيونات السالبة ، من الأيونات الموجبة ، قبل تكاثف البخار عليها ، إن كان هناك فصل لهما؟ أم كيف يكون السحاب عظيم التكهرب إما بنوع من الكهرباء ، وإما بالنوع الآخر ، إذا حدث التكاثف على الأيونات ، وهي مختلطة. ومهما يكن من سر ذلك ، فإن السحاب مكهرب من غير شك ، كما أثبت ذلك فرانكلن لأول مرة في عام (١٧٥٢ م) وكما أثبت غيره ، عظم تكهربه بشتّى الطرق بعده ، وأنت تعرف أن نوعي الكهربائية يتجاذبان ، وأن الموجب والموجب ، أو السالب والسالب يتدافعان ، أو يتنافران ، كما تشاء أن تقول.
هذا التدافع أو التنافر من شأنه تفريق الكهربائية ، ثم إذا شاء الله ساق السحاب بالريح ، حتى يقترب السحاب الموجب ، من السحاب السالب قربا كافيا ، في اتّجاه أفقي ، أو في اتجاه رأسي أو فيما شاء الله من الاتجاهات ، فإذا اقتربا تجاذبا. ومن شأن اقترابهما هذا أن يزيد في كهربائية مجموع السحاب بالتأثير ، ولا يزالان يتجاذبان ، ويتقاربان ، حتى لا يكون محيص من اختلاطهما واتحاد كهربائيتهما أو من اتحاد كهربائيتهما من بعد ، وعندئذ تحدث شبه شرارة عظمى كهربائية ، هي