من ماء وتراب ، وهما طاهران ، فخلق النسل من ماء يدلّ على طهارته أيضا. قال : بدأ الله خلق آدم من ماء وطين ، وجعلهما معا طهارة ، وبدأ خلق ولده من ماء دافق. فكان في ابتداء خلق آدم من الطاهرين اللذين هما الطهارة دلالة لابتداء خلق غيره أنه من ماء طاهر لا نجس. قال : المني ليس بنجس ؛ لأن الله أكرم من أن يبتدئ خلق من كرّمه من نجس. قال : ولو لم يكن في هذا ـ أي طهارة المني ـ خبر عن النبي ؛ لكان ينبغي أن تكون العقول تعلم أن الله لا يبتدئ خلق من كرّمه وأسكنه جنّته من نجس. ثم ذكر الخبر الوارد في أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يغسل ثوبه من مني أصابه (١).
والكتاب مطبوع جزءين في مجلد واحد.
أحكام القرآن لكياالهرّاسي الشافعي أيضا
هو عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المعروف بالكياالهراسي (٢). فقيه شافعي ، أصله من خراسان ثم رحل إلى نيسابور ، وتفقه على إمام الحرمين الجويني مدّة حتى برع ، ثم خرج إلى بيهق ثم إلى العراق ، وتولّى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد ، إلى أن توفي سنة (٥٠٤).
يعتبر كتابه هذا من أهمّ المؤلّفات في أحكام القرآن عند الشافعيّة ؛ ذلك لتعصّب المؤلّف فيه لمذهب الشافعي ، محاولا بكل جهده تفسير الآيات في صالح مذهبه. يقول في مقدمته : «إن مذهب الشافعي أسدّ المذاهب وأقومها وأرشدها وأحكمها ، وإن نظر الشافعي في أكثر آرائه ومعظم أبحاثه ، يترقّى عن
__________________
(١) أحكام القرآن ، ج ١ ، ص ٨١ ـ ٨٢.
(٢) كيا : كلمة فارسية ، معناها : الكبير القدر ، المقدّم بين الناس.