ألوان التفسير في العصر الحديث
كان الجري مع الزمن في التفسير استدعى تنوّعه مع تنوّع متطلّبات العصر ومتقلباته ، بما نستطيع أن نجمل القول في ألوان التفسير في العصر الحديث في الألوان الأربعة التالية ، وهي أهمها :
أولا : اللّون العلمي : وهو أوّل الألوان التي ظهرت إلى الوجود ، متأثّرا بمكتشفات العصر الحديث.
ثانيا : اللّون الأدبي الاجتماعي : وهو ثاني الألوان ، المتأثّر بالأدب المعاصر ، والمظاهر الاجتماعية الحاضرة.
ثالثا : اللّون السياسي : وقد ظهر هذا اللّون على أثر التشعّبات الحزبيّة السياسيّة الحديثة في المجتمع الإسلامي.
رابعا : اللّون العقلي : فقد رافقت الألوان المتقدّمة هذا اللون من التفسير العقلي ، الذي كان فيه بعض المحاولات لتأويل آيات ، كانت بظاهرها متنافية مع مظاهر العلم أو العقيدة الإلحادية ، التي أورثتها النهضة الصناعية العلمية ، منذ القرن التاسع عشر للميلاد.
وإليك بعض الكلام عن اللّونين العلمي والأدبي الاجتماعي ، فقد ازدهر العصر الحديث بهما ، نتيجة الوعي الديني الذي ساد أكثر أبناء هذا العصر. أمّا اللّونان الآخران : السياسي والعقلي ، فهما حصيلة أفكار سياسية متطرفة وأخرى إلحادية كافرة ، سيطرت على نفوس ضعيفة ، أو تشكّلات حزبية منحرفة ، ولم تكن لهم تفاسير شاملة ، سوى بضع آيات التقطوها ، كانت من المتشابهات ، ومن ثمّ اتبعوها ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها. فهي تفاسير مقطوعة الدابر منبوذة لا يعتدّ بها ، فلم نعتمدها ولا كان لها شأن.