أشهر كتب التفسير بالمأثور
أهم كتب تفسير القدماء تعتمد المأثور في تفسير القرآن ، فيذكرون الآية ويعقّبونها بذكر أقوال السلف من الأئمة والصحابة والتابعين ، وأحيانا مع شيء من ترجيح بعض الأقوال ، أو زيادة استشهاد بآية أو رواية أو إنشاد شعر. وهذا ديدنهم في التفسير ، لا يتجاوزونه إلّا القليل. أما التّعرض بمعاني الفلسفة أو الكلام أو الأدب ، فشيء حصل مع تأخير عن العهد الأوّل ، ومن ثمّ فجلّ تفاسير القدماء هي من نمط التفسير بالمأثور ، وإليك أشهرها :
١ ـ جامع البيان للطبري
مؤلف هذا التفسير هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، نسبة إلى طبرستان ، هو من أهل آمل ، من بلاد مازندران ـ إيران ـ ولد بها سنة (٢٢٤) ، ورحل في طلب العلم وهو شاب ، وطوّف الأقاليم ، فسمع بمصر والشام والعراق ، ثم ألقى رحله واستقرّ ببغداد ، ونشر علمه هناك ، إلى أن توفّي بها سنة (٣١٠).
كان الرجل خبيرا بالتاريخ وبأقوال السلف ، عالما فاضلا وناقدا بصيرا. وله بعض الاجتهاد في تفسيره ، وترجيح بعض الأقوال على بعض. وقد اعتبر الطبري أبا للتفسير كما اعتبر أبا للتاريخ ؛ وذلك باعتبار جامعيّة تفسيره وسعته وشموله. ويذكر أقوال السلف بالأسانيد مما يستدعي الثقة به في نقله. لكنه قد أكثر في النقل عن الضعفاء والمجاهيل ، ولفيف من المعروفين بالكذب