الأحبّة. وأمّا العنكبوت فامرأة سحرت زوجها. وأمّا الأرنب فامرأة كانت لا تطهر من حيضها. وأمّا سهيل فكان عشّارا باليمن. وأمّا الزهرة فكانت بنتا لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت!!
ألا قبّح الله من وضع هذا الزور والباطل ، ونسبه إلى من لا ينطق عن الهوى.
ومما لا يقضي منه العجب أن السيوطي ذكر هذا الهراء من غير سند ، ولم يعقّب عليه بكلمة استنكار. ومثل هذا لا يشكّ طالب علم في بطلانه ، فضلا عن عالم كبير. وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقد ذكره السيوطي في «اللّئالئ» ، وتعقّبه بما لا يجدي ، وكان من الأمانة العلمية أن يشير إلى هذا.
وبعد هذا الكذب والتخريف ينقل السيوطي ما رواه الطبراني في الأوسط بسند ـ ضعيف ـ كذا قال ، عن عمر بن الخطاب ، قال : جاء جبرئيل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غير حينه ، ثم ذكر قصة طويلة في وصف النار ، وأن النبيّ بكى ، وجبريل بكى ، حتى نوديا : لا تخافا إن الله أمّنكما أن تعصياه (١). وأغلب الظن : أنه من الإسرائيليّات التي دسّت في الرواية الإسلامية.
٣ ـ الإسرائيليّات في بناء الكعبة : البيت الحرام والحجر الأسود
وكذلك أكثر السيوطي في تفسيره «الدر المنثور» عند تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(٢) :
__________________
(١) الدر المنثور ، ج ١ ، ص ١٠٢ و ١٠٣.
(٢) البقرة / ١٢٧.