نسبت إلى كعب الأحبار وأمثاله أو إلى بعض الصحابة والتابعين ، لهان الأمر ، ولكن عظم الإثم أن ينسب ذلك إلى المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا اللّون من الوضع والدسّ من أخبث وأقذر أنواع الكيد للإسلام ونبيّ الإسلام.
فقد قال السيوطي بعد ما ذكر طامّات وبلايا في قصّة هاروت وماروت ، من غير أن يعلّق عليها بكلمة :
أخرج الزبير بن بكار في الموفّقيات ، وابن مردويه ، والديلمي ، عن عليّ : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن المسوخ (١) ، فقال : هم ثلاثة عشر : الفيل ، والدبّ ، والخنزير ، والقرد ، والجرّيث (٢) ، والضبّ ، والوطواط ، والعقرب ، والدعموص ، والعنكبوت ، والأرنب ، وسهيل ، والزهرة. فقيل : يا رسول الله ، وما سبب مسخهن؟ ـ وإليك التخريف والكذب الذي نبرئ ساحة رسول الله منهما ـ فقال :
أمّا الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا ، لا يدع رطبا ولا يابسا. وأمّا الدبّ فكان مؤنثا يدعو الناس إلى نفسه. وأمّا الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة ، فلما نزلت كفروا. وأمّا القردة فيهود اعتدوا في السبت. وأمّا الجرّيث فكان ديوثا (٣) ، يدعو الرجال إلى حليلته. وأمّا الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه. وأمّا الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رءوس النخل. وأمّا العقرب فكان رجلا لا يسلم أحد من لسانه. وأمّا الدعموص (٤) فكان نمّاما يفرق بين
__________________
(١) جمع مسخ ، أي الممسوخ من حالة إلى حالة أخرى.
(٢) في القاموس «الجرّيث كسكّيت : سمك».
(٣) الديوث : الذي لا يغار على زوجته.
(٤) الدعموص ـ بضم الدال ـ : دويبة أو دودة سوداء ، تكون في الغدران إذا أخذ ماؤها في النضوب.