الاستجابة لها ، والهمّ بها أمرا محقّقا. وفي هذا تكريم ليوسف ، وشهادة له بالعفّة البالغة ، والطهارة الفائقة.
١٩ ـ الإسرائيليات في سبب لبث يوسف في السجن
ومن الإسرائيليات ما يذكره بعض المفسرين في مدة سجن يوسف عليهالسلام وفي سبب لبثه في السجن بضع سنين ، وذلك عند تفسير قوله تعالى : (وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)(١).
فقد ذكر ابن جرير ، والثعلبي ، والبغوي ، وغيرهم أقوالا كثيرة في هذا ، فقد قال وهب بن منبّه : أصاب أيوب البلاء سبع سنين ، وترك يوسف في السجن سبع سنين ، وعذّب بختنصر يجول في السباع سبع سنين (٢).
وقال مالك بن دينار : لما قال يوسف للساقي : اذكرني عند ربك. قيل له : يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا ، لأطيلنّ حبسك ، فبكى يوسف ، وقال : يا ربّ أنسى قلبي كثرة البلوى ؛ فقلت كلمة ، ولن أعود.
وقال الحسن البصري : دخل جبريل عليهالسلام على يوسف في السجن ، فلمّا رآه يوسف عرفه ، فقال له : يا أخا المنذرين ، إني أراك بين الخاطئين! فقال له جبريل : يا طاهر يا ابن الطاهرين يقرأ عليك السلام رب العالمين ، ويقول لك : أما استحيت مني أن استشفعت بالآدميين؟! فو عزّتي وجلالي لألبثنّك في السجن
__________________
(١) يوسف / ٤٢.
(٢) لا ندري ما المناسبة بين نبي الله ، وبختنصر الذي أذلّ اليهود وسباهم؟.