٢ ـ تنزيه القرآن عن المطاعن ، أيضا للقاضي عبد الجبار. كتبه في دفع الشكوك عن القرآن الكريم ، ورتّبه حسب ترتيب السور ، وتكلّم في إيراد الإشكالات الأدبية والمعنوية الواردة ، أو المحتملة على القرآن ، ثم الإجابة عليها إجابة شافية وكافية ، حسبما أوتي من حول وقوّة. ولقد استوفى الكلام في ذلك حتى نهاية القرآن.
٣ ـ متشابهات القرآن ومختلفه ، للشيخ الجليل رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروري المازندراني المتوفّى سنة (٥٨٨ ه). كان علما من أعلام عصره ، وضّاء كثير التصنيف والتأليف ، في مختلف العلوم الإسلامية ، وكان خبيرا ناقدا وبصيرا بشئون الدين والشريعة.
قال المحقق القمي بشأنه : فخر الشيعة ومروّج الشريعة ، محيي آثار المناقب والفضائل ، والبحر المتلاطم الزخّار الذي لا يساجل ، شيخ مشايخ الإمامية. وعن الصفدي : حفظ أكثر القرآن ولم يبلغ الثامنة من عمره ، كان يرحل إليه من البلاد ، له تقدم في علم القرآن والغريب والنحو. ووعظ على المنبر أيام المقتفي العباسي ببغداد ، فأعجبه وخلع عليه. وكان بهيّ المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللهجة ، مليح المحاورة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد ، لم يكن إلّا على وضوء. عاش عيشته الحميدة مائة عام ، وتوفّي بحلب. وقبره مزار بمشهد السقط على جبل جوشن خارج حلب (١).
أما كتابه هذا فهو من خير ما كتب في متشابهات القرآن ، وأجمعها وأشملها ، وأتقنها إحكاما وبيانا وتفصيلا ، وضعه على أسلوب طريف ، يبدأ بمسائل
__________________
(١) الكنى والألقاب للقمي ، ج ١ ، ص ٣٣٢.