تأليف أو أثر ، ولم يدع مناسبة أدبية أو كلامية أو عرفانية إلّا أتى فيها ببيان ، منتهجا أثر شيخه الفيض في تفسير «الصافي».
وأما موقفه من الإسرائيليات والموضوعات فهو موضع الردّ والاجتناب عنها ، دون ذكر التفصيل ، مثلا يذكر في قصة هاروت وماروت ما يفنّدها ؛ حيث يقول : وما روي أنهما مثلا بشرين وركب فيهما الشهوة ... فمحكيّ عن اليهود.
والخلاصة : كان لهذا التفسير مكانته في الجمع بين الرواية والدراية ، وإعطاء صورة واضحة للتفسير عند الإمامية ، ويشتمل على ما في كتب التفسير من اللغة والإعراب والبيان ، بشكل موجز رائع.
فهو تفسير جامع شامل لجوانب عدّة من الكلام ، حول تفسير آي القرآن ، الأمر الذي جعله فذّا في بابه ، وفردا في أسلوبه ، وممتازا على تفاسير جاءت إلى عرصة الوجود ، ذلك العهد.
وقد طبع عدة طبعات أنيقة في مفتتح هذا القرن ـ الخامس عشر للهجرة ـ أحسنها طبعة مؤسسة دار النشر التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة.
١٠ ـ تفسير ابن كثير
للحافظ عماد الدين ، أبي الفداء ، إسماعيل بن عمرو بن كثير ، الدمشقي الفقيه المؤرّخ الشافعي أخذ عن ابن تيمية ، وشغف بحبه ، وامتحن بسببه. قال ابن شهبة في طبقاته : إنه كانت له خصوصية بابن تيمية ، ومناضلة عنه ، واتّباع له في كثير من آرائه. وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق ، وامتحن بسبب ذلك وأوذي. توفّي سنة (٧٧٤) ، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية. وكان قد كفّ بصره في آخر عمره الذي ناهز السبعين.
وهو صاحب التاريخ الذي سمّاه : «البداية والنهاية» فكان مؤرخا مفسرا