قدر علمائها ، وحفّاظها ، وأئمتها ـ أحاديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما بالعهد من قدم ، فكيف بأمّة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلّة الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ، وتبديل كتب الله وآياته (١).
قال : وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب ، في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ـ ولله الحمد والمنة ـ ، حتى أن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي رحمهالله أورد هنا أثرا غريبا ، لا يصح سنده عن ابن عباس ، ثم ساق السند ، والمتن الذي ذكرناه آنفا.
ثم قال : فإسناد هذا الأثر فيه انقطاع ـ أي راو سقط من رواته ـ والذي رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رحمهماالله في قوله عزوجل (ق) : هو اسم من أسماء الله عزوجل ، والذي ثبت عن مجاهد ـ وهو من تلاميذ ابن عباس الملازمين له ، الناشرين لعلمه ـ أنه حرف من حروف الهجاء ، كقوله تعالى : (ص) ، (ن) ، (حم) ، (طس) ، (الم) ، فهذه تبعد ما تقدم عن ابن عباس ـ رضوان الله عليه ـ (٢).
الإسرائيليات في تفسير (ن وَالْقَلَمِ)
ومن ذلك ما يذكر كثير من المفسرين في قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ) من أنه الحوت الذي على ظهره الأرض ، ويسمّى «اليهموت» ، وقد ذكر ابن جرير ، والسيوطي روايات عن ابن عباس ، منها : «أول ما خلق الله القلم ، فجرى بما هو
__________________
(١) تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٢٢١. والبغوي ، ج ٤ ، ص ٢٢٠.
(٢) تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٢٢١.