كان فيهم أعجب منه» (١) ، أي كلّ ما حدّثت عنهم من فضيحة أو رذيلة شانئة ، فهو صدق ؛ لأنهم أوسع فضاحة وأكثر رذالة مما يحتمل بشأنهم.
وفي لفظه الآخر :
«حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، وحدّثوا عنّي ولا تكذبوا» (٢).
ففي هذه المقارنة بين التوسّع في الحديث عن بني إسرائيل ، والتقيّد لدى الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دلالة واضحة على صدق الحديث عنهم مهما كان الحديث ، أما عند التحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيجب تحرّي الصدق ، ولئلا يكون كذبا عليه. فإنّه من كذب عليه متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار.
أقطاب الروايات الإسرائيليّة
عند ما نتصفح كتب السير والتفاسير وأخبار الملاحم ، نجد أنّ أكثريّة ما يروى من الإسرائيليّات تكاد تدور على أقطاب ثمانية ، كانوا هم الأساس لشياع الأساطير الإسرائيليّة بين المسلمين.
وهم : عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، ومحمد بن كعب القرظي ، ووهب بن منبّه ، وتميم بن أوس الداري ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبو هريرة.
أما الأوّلان فهما من مسلمة أهل الكتاب. والثلاثة بعدهما ممّن ولدوا عن أبوين كتابيّين. والأخيران أسلما عن شرك. ولكن أخذا علمهما ممن سبقهما من
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ، ج ٣ ، ص ١٣.
(٢) المصدر ، ص ٥٦.