شرط أن تكون النظرية ثابتة ؛ ولذلك نراه يحمل على الشيخ طنطاوي في ولعه بحمل النظريات العلمية على القرآن. وفي ذلك يقول : «ومن ذلك كثير عند المتفرنجين من المفسّرين الذين غرقوا في العلوم والنظريات الجديدة ، ونسوا أنّ القرآن هو علم الله ، فلن يتبدّل ، والعلم دوما في تبدّل وتحوّل من خطأ إلى صواب ومن صواب إلى أصوب» (١).
من هدى القرآن
تفسير تربوي تحليلي شامل ، يبحث فيه المؤلف هو السيد محمد تقي المدرسي عن الربط الموضوعي بين الواقع المعاش ، وبين الحقائق الراهنة والدلائل البيّنة التي أبانها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا ، كمنهج تربوي وأخلاقي ، يستهدف وضع الحلول الناجعة لكل مشكلات العصور المختلفة حتى قيام الساعة. قال المؤلف : «واعتمدت فيه على منهج التدبّر المباشر ، انطلاقا مما بيّنته في التمهيد ، أي منهج الاستلهام مباشرة من الآيات ، والعودة إلى القرآن ذاته ، كلما قصرنا عن فهم بعض آياته وفق المنهج الذي علّمنا إياه الرسول الكريم وأئمة أهل البيت عليهمالسلام حيث أمرونا بتفسير القرآن ببعضه» (٢) فكان تفسيرا تحليليا تربويا ، لم توجد فيه المعمعات الجدلية ، ولا الخرافات الإسرائيلية ، معتمدا شرح الآيات وذكر مقاصدها العالية وأهدافها السامية ، ومعالجة أدواء المجتمع معالجة ناجعة موفّقة.
تمّ تأليف الكتاب سنة (١٤٠٥ ه) ، في (١٨) مجلّدا ، وطبع سنة (١٤٠٦)
__________________
(١) الفرقان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٣١.
(٢) من هدى القرآن ، ج ١ ، ص ٥.