أيها المدّعي سليمى هواها |
|
لست منها ولا قلامة ظفر |
إنما أنت في هواها كواو |
|
ألصقت في الهجاء ظلما بعمرو |
ويجدر بنا أن ننبّه على أن تفاسير الصوفية ليست على نمط واحد من الاعتبار أو السقوط ، بل بين رفيع ووضيع ، وأسلم تفاسيرهم ، هو تفسير القشيري نسبيّا ؛ حيث خلوّه عن أكثر شطحات الصوفية المعروفة عنهم. وأسلم منه تفسير الميبدي الموسوم ب «كشف الأسرار وعدة الأبرار» على ما سنذكره.
التنويع في التفسير الباطني
قد ينوّع التفسير الصوفي إلى نوعين : نظري وفيضي ، حسب تنويع المتصوّفة إلى تصوّف نظري وعملي ، ليكون التصوّف النظري مبتنيا على البحث والدراسة ، أما التصوّف العملي فهو الذي يقوم على التقشّف والتزهّد والتفاني في العبادة (الأذكار والأوراد).
وعليه فالتفسير الصوفي النظري ، تفسير أولئك المتصوّفة الذين بنوا تصوّفهم على مباحث نظريّة فلسفية ، ورثوها من يونان القديمة ، ومن الصعب جدّا أن يجد هؤلاء في القرآن ما يتّفق وتعاليمهم ، وهي بعيدة عن روح القرآن وتعاليم الإسلام ، اللهم إلّا إذا حملوا نظرياتهم على القرآن وأقحموا عليه إقحاما.
قال الأستاذ الذهبي : ونستطيع أن نعتبر الأستاذ الأكبر محيي الدين بن عربي ، شيخ هذه الطريقة في التفسير ؛ إذ إنّه أظهر من خبّ فيها ووضع ، وأكثر أصحابه معالجة للقرآن على طريقة التصوّف النظري (١).
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، ج ٢ ، ص ٣٣٩.