تفاسير أدبيّة
هناك تفاسير غلب عليها الطابع الأدبي ، النحو والبلاغة وسائر علوم اللغة ، وامتازت بالتعرّض لهذه الجوانب من تفسير القرآن ، نذكر الأهم منها :
الكشّاف
للعلامة جار الله الزمخشري. هو أبو القاسم ، محمود بن عمر الخوارزمي. ولد سنة (٤٦٧) وتوفي سنة (٥٣٨ ه) كان معتزلي الاعتقاد ، متجاهرا بعقيدته ، وبنى تفسيره هذا على مذهب الاعتزال ، طاعنا في تفاسير حادت عن جادّة العقل بظواهر هي متنافية مع نصّ الشرع. وهو تفسير قيّم لم يسبق له نظير في الكشف عن جمال القرآن وبلاغته وسحر بيانه ، فقد امتاز المؤلّف بإلمامه بلغة العرب والمعرفة بأشعارهم والإحاطة بعلوم البلاغة والبيان والإعراب. ولقد أضفى هذا النبوغ العلمي الأدبي على تفسير الكشاف ثوبا جميلا ، لفت إليه أنظار العلماء ، وعلق به قلوب المفسرين ، ومن ثمّ أثنى عليه كثير من أولي البصائر في الأدب والتفسير والكلام. غير أن أصحاب الرأي الأشعري نقموا عليه صراحته بمذهب الاعتزال ، وتأويله لكثير من ظواهر الآيات المنافية مع دليل العقل.
إنّ نظرة الزمخشري في دلالة الآيات الكريمة نظرة أدبيّة فاحصة ، وكان فهمه لمعاني الآيات فهما عميقا غير متأثر بمذهب كلامي خاص ، فهو لا ينظر في الآيات من زاوية مذهب الاعتزال ، كما رموه بذلك. بل من زاوية فهم إنسان حرّ ، عاقل أريب ، ويحلّل الآيات تحليلا أدبيّا في ذوق عربيّ أصيل ، الأمر الذي