والمقزّز ، وأنه من الأمراض التي لا يظهر أثرها على البشرة ، كالروماتيزم ، وأمراض المفاصل ، والعظام ونحوها. ويؤيد ذلك أن الله لما أمره أن يضرب الأرض بقدمه ، فضرب فنبعت عين ، فاغتسل منها وشرب ، فبرأ بإذن الله.
قال العلّامة الطبرسي : قال أهل التحقيق : إنه لا يجوز أن يكون بصفة يستقذره الناس عليها ، لأنّ في ذلك تنفيرا. فأمّا المرض والفقر وذهاب الأهل ، فيجوز أن يمتحنه الله بذلك (١).
٣٢ ـ الإسرائيليات في قصة (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)
ومن الإسرائيليات ما يذكره بعض المفسرين كالطبري ، والثعلبي ، والزمخشري ، وغيرهم في تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ)(٢).
فقد زعموا أن «إرم» مدينة ، وذكروا في بنائها وزخارفها ما هو من قبيل الخيال ، ورووا في ذلك أنه كان لعاد ابنان : شداد ، شديد ، فملكا وقهرا ، ثم مات شديد وخلص الأمر لشداد فملك الدنيا ، فسمع بذكر الجنة ، فقال : أبني مثلها ، فبنى «إرم» في بعض صحاري عدن ، في ثلاثمائة سنة ، وكان عمره تسعمائة سنة ، وهي مدينة عظيمة ، وسورها من الذهب والفضة ، وأساطينها من الزبرجد والياقوت. ولما تم بناؤها سار إليها بأهب (٣) مملكته ، فلما كان منها مسيرة يوم
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ، ٧٨.
(٢) الفجر / ٦ ـ ٨.
(٣) جمع أهبه ، والأهبة ـ بضم الهمزة ـ العدّة كما في القاموس.