أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(١).
وهذه الآية تعتبر من أشكل آيات القرآن الكريم ؛ لأن ظاهرها يدل على نسبة الشرك لآدم وحواء ، وذلك على ما ذهب إليه جمهور المفسرين : من أن المراد بالنفس الواحدة : نفس آدم عليهالسلام وبقوله : (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) حواء. وقد أوّل العلماء المحققون الآية تأويلا يتّفق وعصمة الأنبياء في عدم جواز إسناد الشرك إليهم عليهمالسلام كما سنبين ذلك.
الحديث المرفوع ، والآثار الواردة في هذا
وقد زاد الطين بلة ما ورد من الحديث المرفوع ، وبعض الآثار عن بعض الصحابة والتابعين ، في تفسير قوله تعالى : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
وقد اغترّ بهذه الروايات كثير من المفسرين ، كابن جرير (٢) ، والثعلبي ، والبغوي (٣) والقرطبي (٤) ، وإن كان قد ضعف الروايات ، ولم تركن نفسه إليها ، واعتبرها من الإسرائيليات ، وصاحب «الدر المنثور» (٥).
والعجيب أن مفسرا معروفا له في ردّ الموضوعات والإسرائيليات يد طولى ، وهو الآلوسي قد انخدع بهذه المرويات ، فقال : «وهذه الآية عندي من
__________________
(١) الأعراف / ١٨٩ و ١٩٠.
(٢) تفسير الطبرى ، ج ٩ ، ص ٩٧.
(٣) تفسير البغوي ، ج ٢ ، ص ٢٢١.
(٤) تفسير القرطبي ، ج ٧ ، ص ٣٣٨ و ٣٣٩.
(٥) الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ١٥١.