وتدسّست إلى المرويات الإسلامية ، والله ورسوله بريئان منها ، وإنما هي من أخبار بني إسرائيل وأكاذيبهم ، وتحريفاتهم.
٢٥ ـ الإسرائيليات في قصة بلقيس ملكة سبأ
ومن الإسرائيليات ما ذكره بعض المفسرين ، عند تفسير قوله تعالى : (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١).
فقد ذكر ابن جرير ، والثعلبي ، والبغوي ، والخازن ، وغيرهم «أن سليمان أراد أن يتزوّجها ، فقيل له : إن رجليها كحافر الحمار ، وهي شعراء الساقين ، فأمرهم ، فبنوا له هذا القصر على هذه الصفة ، فلما رأته حسبته لجة ، وكشفت عن ساقيها لتخوضه ، فنظر سليمان ، فإذا هي أحسن الناس قدما وساقا ، إلّا أنها كانت شعراء الساقين ، فكره ذلك ، فسأل الإنس ، ما يذهب هذا؟ قالوا : الموسى (٢) ، فقالت بلقيس : لم تمسّني حديدة قط ، وكره سليمان ذلك ، خشية أن تقطع ساقيها ، فسأل الجن ، فقالوا : لا ندري ، ثم سأل الشياطين فقالوا : إنا نحتال لك حتى تكون كالفضة البيضاء ، فاتخذوا لها النورة (٣) والحمام ، فكانت النورة والحمام من يومئذ» (٤).
__________________
(١) النمل / ٤٤.
(٢) المراد : الموسى التي تزيل الشعر.
(٣) مادة يزال بها الشعر.
(٤) كذب ظاهر ، كأن النورة والحمام لم يكونا إلّا لها ، وكأن سليمان عليهالسلام لم يكن له همّ إلّا إزالة شعر ساقيها ، وهو تجنّ صارخ على الأنبياء ، وإظهارهم بمظهر المتهالك على النساء ومحاسنهنّ ، فقبّح الله اليهود.