يوم السبت» وقد جزموا بأن هذا الحديث أخذه عن كعب. وكان يكثر في أحاديثه النقل بالمعنى والإرسال ـ أي لا يذكر اسم الصحابي الذي سمع منه ـ ورواية الحديث بالمعنى كانت مثارا لمشكلات كثيرة. كما أنه انفرد بأحاديث كثيرة ، كان بعضها موضع الإنكار أو مظنّته لغرابة موضوعها ، كأحاديث الفتن والإخبار ببعض المغيّبات ، إلى غيرها من علل ذكرها أهل النقد في الحديث (١).
٨ ـ ابن جريج
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، من أصل رومي نصراني. ولد سنة (٨٠) ومات سنة (١٥٠). وهو من أوّل من صنف الكتب بالحجاز. قال الذهبي : هو قطب الإسرائيليّات في عهد التابعين. قال : ولو أنّا رجعنا إلى تفسير ابن جرير الطبري وتتبّعنا الآيات التي وردت في النصارى ، لوجدنا كثيرا مما يرويه ابن جرير في تفسير هذه الآيات يدور على عبد الملك الذي يعبّر عنه دائما ب «ابن جريج» (٢).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : من أوّل من صنف الكتب؟ قال : ابن جريج وابن أبي عروبة. وكان رحّالة في طلب العلم ، فقد ولد بمكة ثم طوّف في كثير من البلاد. وقد رويت عن ابن جريج أجزاء كثيرة في التفسير عن ابن عباس ، منها الصحيح ومنها غير الصحيح ؛ لأنه لم يقصد الصحّة فيما جمع ، بل روى كل ما ذكر في كل آية من صحيح أو سقيم (٣).
__________________
(١) مجلة المنار ، ج ١٩ ، ص ٩٧ (الأضواء ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩).
(٢) التفسير والمفسرون ، ج ١ ، ص ١٩٨.
(٣) الإتقان ، ج ٢ ، ص ١٨٨.