الصحة منها ، ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس ، حسن المنحى. وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد ، في كتاب آخر مشهور بالمشرق (١).
وبحق هو تفسير محرّر من أقاصيص مشوّهة إسرائيلية ، كانت دارجة لحد ذلك الحين. فهو من خير التفاسير بالمأثور ، وقد طبع أخيرا ، وخرجت منه مجلدات لحد الآن.
ونجد أبا حيان ـ في مقدمة تفسيره ـ يعقد مقارنة بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري ، فيقول : وكتاب ابن عطية أنقل وأجمع وأخلص. وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص (٢).
ولهذا التفسير مقدمة جامعة نافعة تحتوي على مسائل ذات أهمية ، طبعت مستقلّة عن التفسير ، مع مقدمة كتاب «المباني». قام بنشرهما المستشرق آرثر جفرى ، وطبعتا عدة طبعات.
١٢ ـ تفسير الثعلبي (الكشف والبيان)
هو أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري. توفّي سنة (٤٢٧). كان رأسا في التفسير والعربية. قال ابن خلّكان : كان أوحد زمانه في علم التفسير ، وصنّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير (٣). وقال ياقوت : صاحب التصانيف الجليلة ، من التفسير الحاوي أنواع الفرائد ، من المعاني والإشارات ،
__________________
(١) المقدمة لابن خلدون ، ص ٤٣٩ ـ ٤٤٠ ، الفصل الخامس.
(٢) تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ١٠.
(٣) راجع : وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ٣٧ ـ ٣٨.