١ ـ اللّون العلمي
إن هذا اللّون من التفسير الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملا على إشارات عابرة إلى كثير من أسرار الطبيعية ، الّتي كشف عنها العلم الحديث ، ولا تزال على مسرح الاكتشاف قد استشرى أمره في العصر الأخير ، وراج لدى بعض المثقفين الذين لهم عناية وشغف بالعلوم ، إلى جنب عنايتهم بالقرآن الكريم. وكان من أثر هذه النزعة التفسيرية الخاصّة ، الّتي تسلّطت على قلوب أصحابها ، أن أخرج لنا المشغوفون بها كثيرا من الكتب والرسائل التي يحاول أصحابها فيها أن يحمّلوا القرآن كثيرا من علوم الأرض والسماء ، وأن يجعلوه دالّا عليها بطريق التصريح أو التلميح ، اعتقادا منهم أنّ هذا بيان لناحية من أهم نواحي صدقه ، وإعجازه ، وصلاحيته للبقاء.
أهم الكتب التي عنيت بهذا اللّون
من أهم هذه الكتب التي ظهرت فيها هذه النزعة التفسيرية ، كتاب «كشف الأسرار النورانية القرآنية ، فيما يتعلق بالأجرام السماوية ، والأرضية ، والحيوانات ، والنباتات ، والجواهر المعدنية» تأليف الطبيب الفاضل محمد بن أحمد الإسكندراني ، أحد رجال القرن الثالث عشر الهجري ، برع في الطب الروحاني والجسماني ، وكانت له علاقة شديدة في دفع شبهات الأجانب التي كانت تثار ضد الدين ، وكان له إلمام بالعلوم الحديثة التي كانت معروفة على عهده ، من طب وصناعة ، والعلوم الطبيعية والكيمياء ، وطبقات الأرض والحيوان والنبات. ومن ثمّ حاول إثبات أن لا منافاة بين الدين والعلم ، بل أنّ أحدهما ليكمّل الآخر ويؤيّده. توفي سنة (١٣٠٦ ه).