وكتابه هذا من أوّليات الكتب التي ظهرت في هذا الشأن ، وهو كتاب كبير الحجم ، يقع في ثلاث مجلدات ، لكن من غير أن يستوعب جميع آي القرآن ، سوى ما يتعلق بموضوع دراسته الخاصة. بحث في الجزء الأول عن الحياة وخلق الأحياء في الأرض ، وفي الجزء الثاني ، عن الأجرام السماويّة وعن مظاهر الكون في الأرض والسماء ، وفي الجزء الثالث ، عن أسرار النباتات والمعادن ، وما إلى ذلك.
وقد ذكر الإسكندراني في هذا الكتاب أنّ القرآن يحتوي على علوم جمّة ، على ما جدّ من نظرات علميّة تؤيّد إعجاز القرآن ، ويثبت أنّ عصر العلم الذي يتحدثون عنه قد بيّنه القرآن في صورة حقائق الكون ، وخلق الحيوان ، وأسرار النباتات والمعادن.
وأبان في المقدمة غرضه من هذا التأليف ، قائلا :
«وكنت منذ زالت عني تمائم الطفولية ، ونيطت بي عمائم الرجولية ، ممن شغف بتعلّم الطب ليالي وأياما ، أنهمك في دراسته على قدر الطاقة سنين وأعواما ، ثم أقمت بدمشق الشام معتنيا بمداواة أهلها الأماثل الأعلام ، إلى أن اجتمعت في محفل سنة (١٢٩٠ ه) كان حافلا ببعض الأطباء المسيحيّين ، فشرعوا يتحادثون في كيفية تكوّن الأحجار الفحميّة ، وفي أنها هل أشير إليها في التوراة والإنجيل أم لا؟ فلم يحصلوا على شيء ، لا صريحا ولا إشارة ، ثم وجّهوا إلىّ السؤال عن القرآن الكريم هل فيه إشارة إلى ذلك؟ فتصدّرت للجواب وتلطّفت في التفهيم والخطاب ، قدر طاقتي ووسعي ، وتتبّعت كلام كثير من العلماء ، وتفرّدت في طلبه من كتب التفسير والطب ، مع زيادة الاجتهاد».
وهو كتاب لطيف في بابه ، طريف في أسلوبه ، اعتمد فيه آراء القدماء والمحدثين ، وجدّ في ذلك حسب إمكانه ، وأفاد ، جزاه الله خيرا.