تتضمن أربعة فوائد : ١ ـ جمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم. ٢ ـ ذكر نكت عجيبة وفوائد غريبة. ٣ ـ إيضاح المشكلات ، وبيان المجملات. ٤ ـ تحقيق أقوال المفسّرين ، وتمييز الراجح من المرجوح» (١).
وجعل المؤلف لتفسيره مقدمة وجيزة ذكر فيها ما يتعلق بشئون القرآن وعلومه الشيء الوفير ، وحقّق فيها مسائل كثيرة نافعة ، جعلها في اثني عشر بابا ، وهي أشبه بمقدمة «المحرّر الوجيز» لابن عطية ، ولعلّها مأخوذة منها. فإنّ المؤلف اعتمد في تفسيره هذا الوجيز على تفسير ابن عطية ، والكشّاف للزّمخشري ، وغيرهما من تفاسير أدبية ولغوية كانت معروفة آنذاك ، وعلى أيّ تقدير فهو تفسير لطيف وجامع كامل في بابه. وقد طبع عدة طبعات.
٥ ـ تفسير الجلالين ، اشترك في تأليف هذا التفسير ، جلال الدين المحلّي ، وجلال الدين السيوطي. فقد ابتدأ جلال الدين محمد بن أحمد المحلّي الشافعي ـ المتوفّى سنة (٨٦٤ ه) وكان علّامة عصره ـ في تفسير القرآن من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن ، ثم شرع في تفسير الفاتحة ، وبعد أن أتمها اخترمته المنية فلم يفسّر ما بعدها. فجاء جلال الدين السيوطي المتوفّى (٩١١ ه) فأكمل التفسير ، فابتدأ بتفسير البقرة وانتهى عند آخر سورة الإسراء ، ووضع تفسير الفاتحة في آخر تفسير الجلال المحلّي لتكون ملحقة به. وقد نهج السيوطي في التفسير منهج المحلّي ، من إيجاز المطالب ، وذكر ما يفهم من كلام الله تعالى ، والاعتماد على أرجح الأقوال ، وإعراب ما يحتاج إليه ، والتنبيه على القراءات المختلفة المشهورة ، على وجه لطيف ، وتعبير وجيز ، بحيث لا يكاد قارئ تفسير الجلالين
__________________
(١) مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل ، ج ١ ، ص ٣.