٦ ـ عبد الله بن عمرو بن العاص
قيل : كان اسمه العاص فغيّره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسماه عبد الله. أسلم قبل أبيه عمرو ، وعمرو أسلم قبل الفتح سنة ثمان. ولد قبل الهجرة بسبع سنين ، ومات سنة (٦٥). فقد عاش (٧٢) سنة.
هو أوّل من أشاع الإسرائيليّات بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم زعم أنه أصاب يوم اليرموك (١) زاملتين (٢) من كتب اليهود ، فكان يحدّث منهما. ويبرّر ذلك بما رواه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله : «حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج». رواه البخاري بإسناده عنه (٣). هكذا فهم من هذا الحديث ، جواز الرواية عنهم ، حسبما ذكره ابن تيميّة (٤).
وأضاف إليه حديثا آخر اختلقه بهذا الشأن ، قال : رأيت فيما يرى النائم كأنّ في إحدى إصبعيّ سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا ألعقهما. فلمّا أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : تقرأ الكتابين ، التوراة والفرقان. ومن ثمّ كان
__________________
(١) يرموك : واد بناحية الشام كانت به حرب بين المسلمين والروم في أواخر أيّام أبي بكر.
وكان عبد الله بصحبة أبيه في تلك الحرب ؛ حيث أصاب زاملتين من كتب اليهود فيما زعم.
(٢) الزاملة : الملفّة ، من زمّل الشيء بثوبه أو في ثوبه : لفّه. وربما كانت حمل بعير ، وهكذا عبّر عنها ابن حجر في الفتح (ج ١ ، ص ١٨٤) ، قال : إنّ عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب ، فكان ينظر فيها ويحدّث منها ، ومن ثمّ تجنّب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين.
وعبّر عنها أبو شهبة : بحمل بعيرين. (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ، ص ٥٤).
(٣) صحيح البخاري ، ج ٤ ، ص ٢٠٧.
(٤) مقدمته في التفسير ، ص ٤٥.