يقرأهما (١).
وكانت له صحيفة يسمّيها «الصادقة» زعم أنه كتبها من أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن إجازته له في كتابتها. قال : استأذنت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كتاب ما سمعت منه فأذن لي فكتبته. فكان يسمّي صحيفته تلك الصادقة.
قال مجاهد : رأيت عنده صحيفة فسألت عنها ، فقال : هذه الصادقة ، فيها ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس بينى وبينه فيها أحد (٢).
روى البخاري بإسناده إلى همّام بن منبّه عن أخيه وهب ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : ما من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد أكثر حديثا عنه منّي إلّا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب (٣).
ولقد كان ضعيف الرأي وهن السلوك ، كان قد صحب أباه في الوقوف مع معاوية في وقعة صفين ، في حين أنه كان يعلم أنّهم كانوا هم الفئة الباغية على ما وصفهم بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد اعتذر لذلك بأنّه كان لوصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاه أن يتابع أباه عمرو بن العاص. وقد نسي قوله تعالى :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)(٤).
وكذا قوله تعالى : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ، ج ٣ ، ص ٨٦. ومسند أحمد ، ج ٢ ، ص ٢٢٢. وحلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٢٨٦.
(٢) الطبقات ، ج ٢ ، ق ٢ ، ص ١٢٥.
(٣) جامع البخاري ، ج ١ ، ص ٣٩ ، باب كتابة العلم. وراجع : الفتح ، ج ١ ، ص ١٨٤.
(٤) البقرة / ١٧٠.