في بحار الحقائق سقط حكمه ، فصيد البحر مباح له ؛ لأنه إذا غرق صار محوا ، فما إليه ليس به ولا منه إذ هو محو ، والله غالب على أمره (١).
وقد تقدّم تفسيره للبسملة في كل سورة بمعنى يغاير معناها في سورة أخرى ، وهل هذا مستند إلى دليل ، أو مجرد ذوق عرفاني لا أساس له؟!
٤ ـ كشف الأسرار وعدّة الأبرار (تفسير الميبدي)
المعروف بتفسير الخواجا عبد الله الأنصاري
أصل هذا التفسير للخواجه عبد الله الأنصاري ، ثم بسطه ووضّح مبانيه المولى أبو الفضل رشيد الدين الميبدي ، كما يقول في المقدمة :
«أما بعد فإني طالعت كتاب شيخ الإسلام ، فريد عصره ووحيد دهره ، أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري ـ قدّس الله روحه ـ في تفسير القرآن ، وكشف معانيه ، ورأيته قد بلغ به حدّ الإعجاز لفظا ومعنى وتحقيقا وترصيعا ، غير أنه أوجز غاية الإيجاز ، وسلك فيه سبيل الاختصار ، فلا يكاد يحصّل غرض المتعلّم المسترشد ، أو يشفي غليل صدر المتأمّل المستبصر ، فأردت أن أنشر فيه جناح الكلام ، وأرسل في بسطه عنان اللّسان ، جمعا بين حقائق التفسير ولطائف التذكير ، وتسهيلا للأمر على من اشتغل بهذا الفنّ ، فصمّمت العزم على تحقيق ما نويت ، وشرعت بعون الله في تحرير ما هممت ، في أوائل سنة عشرين وخمسمائة ، وترجمت الكتاب بكشف الأسرار وعدّة الأبرار» (٢).
__________________
(١) لطائف الإشارات ، ج ٢ ، ص ١٤٣ ـ ١٤٤.
(٢) كشف الأسرار وعدّة الأبرار ، ج ١ ، ص ١.