المجهول ، وروى مثله ابن مردويه (١).
وأخزى الله من نسب مثل هذا الباطل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا نشك أن هذا من عمل زنادقة أهل الكتاب وغيرهم ، الذين عجزوا أن يقاوموا سلطان الإسلام ، فسلكوا في محاربته مسلك الدس ، والاختلاق ، بنسبة أمثال هذه الخرافات إلى المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّا لنعجب لمسلم يقبل أمثال هذه المرويات التي تزري بالإسلام ، وتنفر منه ، ولا سيّما في هذا العصر الذي تقدمت فيه العلوم ، والمعارف ، وأصبح ذكر مثل هذا يثير السخرية ، والاستنكار والاستهزاء.
الإسرائيليات والخرافات فيما يتعلق بعمر الدنيا وبدء الخلق ، وأسرار الوجود ، وتعليل بعض الظواهر الكونية
ومن الإسرائيليات والموضوعات التي اشتملت عليها كتب التفسير وغيرها كثير مما يتعلق بعمر الدنيا وبدء الخلق ، وأسرار الوجود ، وأسباب الكائنات ، وتعليل بعض الظواهر الكونية تعليلا باطلا غير صحيح ، وقد جاء معظمه موقوفا على الصحابة والتابعين ، وجاء بعضه مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهنا تكون الطّامة ؛ لأن هذه الروايات متهافتة باطلة ، فنسبتها إلى المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم من الخطورة بمكان.
وكأنّ هؤلاء الذين وضعوها وألصقوها بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم زورا ؛ كانوا يدركون ببعد نظرهم أنّه سيأتي اليوم الذي تتكشّف فيه الحقائق العلميّة لهذه الأمور الكونيّة ، ومعرفة التعليلات الصحيحة لسنن الله في الكون ، فنسبوا إليه هذه الخرافات ، كي يشكّكوا في عصمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه ما ينطق عن الهوى ، ويقلّلوا الثقة بالأنبياء ، وهم قوم من الزنادقة الذين جمعوا بين الزندقة ، والعلم ،
__________________
(١) الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٤٧.